كتبت: رنا ايمن
علي الرغم من تلك الظروف التي تكاد تجزم بإستحالة الأمر واصابته بكف البصر، اثبت للجميع بأن الإعاقة هي اعاقة الإرادة وليس الجسد. فهي علي الاغلب إعاقة في تفكير المجتمع الذي يبرهن دائما علي وقوع المختلفين، ولكنه كان غير آبه بتلك القوانين او حتي المعتقدات الساذجة حيث اتخذ من النجاح اسلوبا للحياة وجعل كف بصره هو النافذة المضيئة ليطل منها، "سعد عبدالمنعم سعد عبدالله" كأول كفيف مصري حاصلا علي رخصة الغطس وعاشقا للرياضة والغوص، حيث ابتكر منهما بابا مفتوحا لحب الحياةوادرك ان المرء باستطاعته فعل كل ما يحبه يمكنه الخروج من البوتقه السوداء.
في البداية نود ان تعرفنا بنفسك من واقع بطاقتك الشخصية.
سعد عبدالمنعم سعد عبدالله، من مواليد قرية نيفيا مركز طنطا محافظة الغربية. تخرجت في كلية اللغات والترجمة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.
ايامي كانت روتينية وهذا لم يكن يرضيني.
صف لنا مرحلة الطفولة بالنسبة لك.
*كانت طفولتي عادية تماما ولم يكن بها شئ غريب، وكأي طفل* التحقت بالروضة مع بقية اقراني حتي وصلت لبداية المرحلة الابتدائية التحقت بمعهد النور للمكفوفين. وهناك لم يكن يوجد اي نوع من التفرقة لأن جميع الطلبة مكفوفين ولا إختلاف بينهم. ثم شرعت في ممارسة الانشطة المختلفة وإكتساب الخبرات الجديده ولكن هذا لم يكن يرضيني، فدائما ما كانت تبدو لي الايام روتينية، أي لم يكن بها
أحداث غير معتادة وإستمر الأمر كذلك حتي التحقت بالجامعة.
*مرحلة الجامعة كانت طفرة بالنسبة لي*
كيف كانت مرحلة الجامعة؟
في البداية قمت بالتقديم في كلية الآداب قسم التاريخ ولكن في الوقت ذاته كنت قد تقدمت بطلب الإلتحاق بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. وكنت بالفعل قد شرعت في الدراسة في كلية الآداب لحين وصول قرار قبولي بالجامعة، وقد كان ماتمنيته وجاء الرد بالقبول قبل انتهاء الترم الاول. وغادرت كلية الآدتب وإلتحقت بكلية اللغات والترجمة وشرعت في دراسة الانجليزية والألمانية وهنا كانت الطفرة الحقيقية في حياتي.
*هل شعرت باي نوع من التفرقة في مجتمعك الجديد؟*
لا، لم يحدث ذلك علي الاطلاق علي الرغم من اني كنت الكفيف الوحيد في كل في كل الجامعة وليس في الكلية فقط. كانت تتم معاملتي بشكل راق ومتحضر.
*حرصت علي العمل في اكثر من مجال*
اخبرنا فيما اذا كان ورد علي ذهنك العمل اثناء الدراسة؟
بالطبع نعم. كنت احرص علي العمل بجانب الدراسة فعملت في اكثر من مجال واكثر من مؤسسة معروفة، في مجال السياحة تارة والعلاقات العامة تارة اخري. وقد ساعدني ذلك كثيرا في الإرتقاء بنفسي وتطويرها وإستمر الامر إلي أن تخرجت في الجامعة.
*ماذا كانت خططك المستقبلية بعد التخرج؟*
كنت أتمني السفر للعمل بالخارج وبالفعل سافرت إلي الإمارات، فهي بلد رائع بشعبها وأماكنها، ولكني لم اوفق في العمل هناك وعدت إلي مصر. وبعد فترة تم إصدار قرار تعييني في الجامعة كمدرس مساعد، ولكن لشغفي الشديد بمجال العلاقات العامة والعلاقات الدولية تقدمت بطلب لنقلي للعمل بهذا المجال وتمت الموافقة علي طلبي.
*إلي ما يرجع حبك الشديد لمجال العلاقات العامة والدولية؟*
استطيع القول بأني شخص إجتماعي وهذا المجال يتطلب التعامل مع العديد من الشخصيات والتعرف علي ثقافات جديده وهذا مايروق لي، وبالتالي إكتساب علاقات وخبرات بالإضافة إلي المهارات الجديده.
*كانت الرياصة من اهم اولوياتي*
ماهو سر شغفك بالرياضة؟
أعترف بأني شخص عاشق للرياضة وأري أنها من اهم الأولويات التي يجب أن تكون ضمن الجدول اليومي. حيث بدأ شغفي بالرياضة منذ المرحلة الإبتدائية وإستمر للآن، فشرعت في ممارسة الكثير من الرياضات وساعدني علي ذلك الأنشطة والمسابقات الرياضية التي كانت توفرها المدرسة لنا، فتدربت كاراتيه وجمباز، وفي المرحلة الثانوية بدأت علي السياحة وتعلمت ركوب الخيل.
*تعلمت الغطس بمحض الصدفة*
كيف بدأت رحلة الغطس لديك؟
بدأت اتدرب غطس في السنة الأولي من الجامعة وكان ذلك بمحض الصدفة. حيث كنت قد تقاعست عن تدريب السباحة لفترة من الزمن واسعي للبحث عن مدرب لاستئناف تدريباتي من جديد، وبناءا علي ذلك قام أحد اصدقائي باصطحابي لأحد المدربين وعندما طلبت منه ان يدربني سباحة اخبرني انه مدرب غطس!! أخذت أسأله: ماهو الغطس؟ وكيف يتم ذلك؟ وشرح لي كل ما يخص الغطس ومعداتة وقد عشقته من الوهلة الأولي.
*الغطس متعة حقيقية*
هل واجهتك اي صعوبات في بداية ممارسة رياضة الغطس؟
لم يكن هناك أي صعوبات علي الإطلاق. بل كان التعامل يسيرا جدا مع المدرب، حيث بدأ تعليمي كل اسس الغطس وكان يتم ذلك في حوضالسباحة الخاص بالتدريب، كما أنه إستطاع تحويل كل الإشارات المرئية التي يتم استخدامها في الغطس إلي رموز علي اليد عندما يريد ان ينبهني لفعل أمرمعين. أما بالنسبة للغطس ذاته فقد كان سهلا يسيرابالنسبة لي. وأنا أري أنه كلما كان المرء محبا للشئ سيصبح سهلا بالنسبة له. وإستمر تدريب لمدة عام ونصف تقريبا.
*أول رحلة غطس*
حدثنا عن اول رخلة غطس قمت بها بعد انتهاء مرحلة التدريب.
كانت أول رحلة غطس في الغردقة وقد غطست للمرة الاولي في البحر. وأخذت أتدرب علي الغوص لمسافات بأعماق مختلفة.
*في رأيك، إلي اي مدي غير الغطس في شخصيتك*
تغيرت حياتي بشكل كبير،، فإنقلبت الموازين رأسا علي عقب بالنسبة لي. وأدركت منعة الحياةالحقيقية. وأثناءالغوص اشعر بمدي الروعة الالهية وأتأمل من خلال حواسي بديع صنع. وعلي صعيد اخر، مكنني من اكتساب خبرات جديدة وأصدقاءجدد وبالطبع توسعت شبكة علاقتي الاجتماعية.
*حصلت علي الرخصة بعد إجتياز الإختبارات المطلوبة*
كيف تمكنت من الحصول علي رخصة الغطس كأول كفيف في مصر؟
في الحقيقة كما ذكرت سابقا فقد تدربت كثيرا حتي اصبحت متمكنا وجاهزا لخوض الاختبارات المطلوبة.وقد تمكنت من إجتياز جميع الإختبارات بنجاح حصلن علي الرخصة.
*ماهي الاهداف التي تسعي لتحقيقها في المستقبل؟*
اسعي دائما لتطوير ذاتي وتثقيفها بشكل مستمر وهذا مايساعدني في العمل علي تحقيق اهدافي التي لم يكن لها نهاية ولكني في الوقت الحالي أعمل علي تعلم المزيد من اللغات لأنها مفتاح الثقافات الأخري. وفي القريب العاجل ساشرع في تحضير الماجستير والدكتوراه.وعلي صعيد آخر أسعي في أن أكون مدرب غطس لذوي الإحتياجات الخاصة وأعلم بأن الأمر لن يكون سهلا ولكني علي يقين انه ليس مستحيلا.
*نصائح للشباب من خلال تجربتي الشخصية*
في نهاية حوارنا ومن خلال تجربتك الشخصية نود ان توجه بعض النصائح للشباب؟
أود ان أقول أن تلك الأيام التي تمضي لن تعود.حب الحياة وإستمتع بها ولكن لا تترك الفرصة دون أن تستغلها،فلابد أن تتعلم كل يوم شئ جديد ولو بسيط،ولا تنتظر الأشياء تأتيك سعيا فلابد أن تعمل حتي تلق.وإياك ان تسمح لإعاقة الإرادة أن تستولي عليك.
وأخيرا وليس بآخر يجب تخصيص جزء ولو بسيط من يومك لممارسة الأنشطة الرياضية التي ربما قد تكون سبب في تغيير مسار حياتك.
<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js"></script> <script> (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({ google_ad_client: "ca-pub-1758594855206587", enable_page_level_ads: true }); </script>