كتبت :نورسين حمادة
تزوج علي من فاطمة وهو في سن السابعة والعشرين ورزق منها بثلاثة أبناء عمل ليلا ونهارا كي يوفر لأبناؤه حياة كريمة وكان يحلم أن يصبحوا أطباء وبالفعل حقق الله له حلمه وتخرج أبناؤه الثلاثة من كلية الطب حيث كانت فرحته الكبرى شعر أن الله عز وجل كافأه ولم ينتهي دوره عند هذا الحد بل ظل مع أبناؤه حتى تزوجوا ولكن الموت فاجأه وخطف منه زوجته وأصبح وحيدا فالحياة شغلت أبناؤه الثلاثة وأبعدتهم عنه ألى أن قرر ابنه الأكبر أن يأخذه ليعيش معه رغم أن هذا الأمر ضدد رغبة زوجته التي أساءت معاملته واعتادت أن تأذيه بكلماتها حاولت بكل السبل أن تخبره بأنه شخص غير مرغوب فيه وذات يوم وهو يتناول العشاء وقع منه بعض الطعام على الأرض لتأتي زوجة ابنه وتعنفه كعادتها وبمنتهى القسوة طلبت منه أن ينظف هو الأرض
دخل الأب ألى غرفته وقلبه يعتصر ألما فلم يكن يتوقع يوما أن يعامل هكذا وأين في منزله ابنه
وتذكر زوجته رفيقة حياته كم اشتاق ألى حنانها اشتاق ألى يدها التي طالما ربتت على كتفه في أصعب مواقف عمره أطلق العنان لدموعه التي سقطت كالمطر وفجأة رأى ابنه يقف أمامه ظنه أتى ليعتزر له ليقبل يده اليد التي طالما أعطته يد صاحب الفضل في ما هو عليه الأن ولكنه مع الأسف أتى ليطلب منه الاعتذار لزوجته التي أخبرته بأن والده قام بضربها
ذادت صدمة الأب بعد أن سمع كلمات ابنه فقد وقعت على مسامعه كالصاعقة ولكنه ذهب مع ابنه في استسلام دون أن ينطق ببنت شفة واعتزر لزوجة ابنه وخرج من المنزل دون أن يحاول ابنه اللحاق به وبمجرد أن خرج الأب من المنزل حتى وقع على الأرض مغشيا عليه والتف الجميع حوله وتم نقله إلى المستشفى وكانت المفاجئة فقد توفى أثر أزمة قلبية فلم يتحمل قلبه كل هذه القسوة وترك لابنه الحياة بأكملها وما أن علمت زوجة ابنه حتى انهارت وحكت لزوجها كل شيء وأعلنت براءة والده فهو لم يؤذيها في شيء وبمجرد أن علم الابن بما فعلته زوجته طردها من المنزل وشعر بالندم لما فعله مع والده وتمنى أن يعود به الزمن ويرى والده ولو للحظة واحدة ليقبل يده ويطلب منه أن يسامحه ولكن هيهات فالماضي لن يعود أبدا.